- سلامة الأطفال في عين مديونة:
قبل سنتين تعرض طفل لا يبلع عمره أربع سنوات إلى دس بعجلة سيارة أبيه فقتل على الحين و السبب أن هذا الطفل كان يلعب بجانب سيارة أبيه ولم يبالي الأب بوجود ابنه وراء السيارة فدسه فأرداه قتيلا, ووقع هذا بدوار القرية عين مديونة. و بنفس الدوار وقعت الأسبوع الماضي حادثة أخرى تعرض فيها طفل أخر لا يتعد سن الخامس من عمره و هذه المرة سقط هذا الطفل من فتحة غير مسيجة (ضواية) تقع في سطح الطابق الأول لمنزل فوقع على الأرض و سقطت عليه أجورة و عجلة الاحتياط من نفس المكان الذي سقط منه, فتوفي هذا الطفل على الحين. من هنا نطرح التساؤل التالي : من المسؤول عن مثل هذه الأحداث التي تذهب أرواح بريئة؟ ربما مسؤوليات هذا النوع من الحوادث يرجع بدرجة الأولى إلى الوالدين الذين لا يبالون بمراقبة أبناءهم و خصوصا أن منظومة الديموغرافية و كثافة السكانية في عين مديونة قد عرفت تطورا وتغييرا كبيرا منذ نهاية القرن الماضي مع تزايد عدد الشاحنات و السيارات و البنايات بالاسمنت مقارنة مع الحقبة ما قبل التسعينيات من القرن الماضي. وهذا التغيير و التطور حمل معه مجموعة من المخاطر و خصوص في صفوف الأطفال و ربما يعزى الأمر إلى أن الوالدين الحاليون تلقوا تربية مخالفة لتلك التي يجب تطبيقها حاليا وذلك نظرا لظروف التي كانوا يعيشون فيها الاطفال خلال حقبة ما قبل التسعينيات, كانوا الأطفال يعيشون حرية شبه مطلقة يقضون معظم أوقاتهم خارج المنازل بحيث أن الأمهات و الآباء كانوا لا يتساءلون عن الأماكن التي يعتدون عليها أطفالهم و ماذا يفعلون و هم في سن الخامس أو السادس ... و ربما كان هناك من الأطفال ممن كان يذهب مثلا من كزناية حتى إلى واد ورغة يغيب طيلة النهار و لا يسأل عنه أحد من عائلته اين قضى هذا الطفل وقته ,هذا كان في الماضي. أما في وقتنا الحالي تغيرت الأشياء و لكن لازلت طريقتنا في تربية الأطفال على حاليها كما تلقينها من الوالدين نطبقها على أولادنا و هذا لا ينطبق مع الظروف التي نعيشها الآن. و هذا من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى مثل الحوادث المذكورة أعلاه. رعاية الأطفال و تربيتهم تربية حسنة على مبادئ حضارية و إسلامية تجعلنا نقلل من هذا المخاطر التي غالبا ما نرمي بمسؤوليتها على القضاء و القدر و ننسى مسؤوليتنا على مراقبة أولادنا, يقول الرسول (ص) : (كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ، والأمير راع ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ، فكلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ) متفق عليه .
مهمة تربية و مراقبة الأطفال في الظروف الحالية في عين مديونة تنحصر على عاتق الأمهات ربات البيت بدرجة الأولى و على الآباء كذلك. و خصوصا في ظل النمو الديموغرفي الذي تشهده عين مديونة حاليا بحيث عرفت المنطقة خلال العام الماضي ميلاد حوالي 400 مولود جديد. و هذا يتطلب تحضير بيئة مناسبة لهؤلاء الأجيال لكي يكونوا منبعا يسقي حرث هذه المنطقة و يساهم في تقدمها. و لا يجب أن ننظر إلى الحضارة بعين واحدة فهناك مفارقة , فالحضارة تحمل جوانب ايجابية و أخرى سلبية , التكاثر الديموغرافي و التزيد عدد السكان و الهجرة من و الى أحيانا يحمل معه آفات خطيرة مثل التطرف, الإجرام والمخدرات.....فإن كان هذا فربما يؤدي ذلك إلى تدنس منطقتينا وتهدد سلامة مواطنيها. و في الأخير تعتبر تربية الأطفال تربية حسنة بمثابة تلقيح ضد هذه الأمراض الاجتماعية الخطيرة..
- دوار القرية صيودة :